الخميس، 7 مارس 2013


انه صباح يوم جديد استيقظت صباح وفتحت نوافذ غرفتها أوقظت زوجها علي ونزلت الي الدور الاول لتعد الشاي والافطار نزل علي بعدها ملئ وعاء ماء وخرج ليروي الزرع فهم يمتلكون منزلا جميلا له حديقة رائعة بها نافورة في ضواحي سوريا دخل علي لتناول الافطار والخروج الي العمل فهو يمتلك محل لبيع العطارة قد ورثه من ابوه عن جده فهم عطارين منذ قديم الازل .
بعد ان خرج علي لعمله جلست صباح تفكر في امور يومها فهي اليوم ستخرج مع ابنتها فاتن لشراء بعض المستلزمات للزفاف فقد اقترب موعد زفاف ابنتها الكبري فاتن لم يبقي الا ثلاثة اسابيع فقط ولكنها مطمئنة القلب فعريس ابنتها شاب رائع ومتدين وطيب القلب جدا ومن عائلة محترمة وهم جيران منذ سنوات ولن تبتعد عنها ابنتها كثيرا ابتسمت الابتسامة علي وجهها عندما راأت فاتن قادمة قد استيقظت والبست اخوتها للذهاب الي المدرسة كعادتها كل يوم تناول الاطفال فطورهم سريعا واخذوا مستلزماتهم وخرجوا الي المدرسة لم يبقي بالمنزل سوي فاتن وامها جلسوا لشرب الشاي وتبادل الحديث قالت الام لفاتن اليوم سنذهب لشراء الملابس قالت لها فاتن نعم يا امي ولكني سأكلم عامر اولا,
قالت لها امها ضاحكه الم تقولي له في تلك المكالمة الطويلة التي امتدت لقرب الفجر ابتسمت فاتن خجلا ياه ياماما قالت لها امها لاتخجلي اكثر ما يسعدني وجود الحب بينكم .
خرجت فاتن وأمها للسوق لشراء الملابس وقضوا يومهم في شراء كل شئ ينقصها وعادت والسعادة تملآ قلبها فقد اشترت كل مستلزماتها من الملابس وايضا قابلت عامر في السوق حيث انه يعمل في دكان ابيه ,
كلمت فاتن عامر باليل مثل كل ليله فغدا هو الجمعة ودائما يأتي عامر الي بيتهم يوم الجمعة لتناول الغداء معهم استيقظت فاتن فرحة نزلت لامها وجدتها تعد الطعام ساعدتها حتي موعد صلاة الجمعة قالت لها امها اصعدي انتي وغيري ثيابك لاستقبال عريسك صعدت فاتن سريعا غيرت ثيابها وتعطرت ونزلت مرت صلاة الجمعة ولم يأتي لا ابوها ولا عامر قلقت وانتظرت مرت عدة ساعات وهم يحاولون الاتصال بهم ولا اجابة قد أقترب العصر سمعت فاتن الناس يتكلمون بالشارع خرجت لتري ماذا حدث وجدت الناس يتكلمون عن قيام المظاهرات بسوريا وقد انطلقت اليوم من بلدتهم لتغير النظام وتحقيق العدالة كانت فاتن تعلم ان الثورات قامت بتونس ومصر وكان عامر يقول لها ان سوريا بحاجة الي ثورة مماثله ففهمت انه بالتاكيد خرج في المظاهرات انقبض قلبها فقد رأت القتلي بمصر وتونس ماذا تفعل اتصلت عليه مئات المرات ولا توجد اجابة فتحت التلفاز وانتظرت الاخبار قارب المغرب علي الاذان وصباح وفاتن يموتون من القلق علي علي وعامر وفجأة دخلوا من الباب جرت اليهم صباح وكأن روحها ردت اليها ثانيه نادت فاتن التي نزلت كأنها تطير ارتمت في حضن ابيها وبكت ونظرت الي عامر كأنها وجدت روحها كانت تعاتبه بعينها علي قلقها وعدم ردة لطمئنتها.
جلس علي الي اولاده وقال لهم من اليوم ستبدأ ثورتنا علي ظلم واستبداد استمر كثيرا فلا اريد ان يدخل الخوف الي قلوبكم ثانيه فمن سيموت منا سيحسب عند الله شهيد قالت له صباح يا علي اطفالنا مازالوا صغارا مالنا نحن والسياسة ردت فاتن يا ابي نحن نحتاج لك قال لها عامر ان لم نفعل ذلك ماذا سنقول لابنائنا غدا لا تخافي ان الله معنا .
مر اليوم تلو الاخر والمظاهرات مستمرة وقلب فاتن مفطور بين ابيها وحبيبها وزفافها القادم وهل سيتم بموعده في هذه الاحوال وسقط اول شهيد بعد ان دخلت القوات لردع المظاهرات واشتعلت النار بكل الشوارع وانقلبت الازقه الهادئة الي ساحات حرب ضروس بين الناس والقوات والشبيحه هؤلاء الملتزقة التي لا يعلمون من اين اتوا بهم من اي جحيم وكل يوم يموت العشرات والنار تشتعل في القلوب لفراق الاحبة والقلق علي الباقين حتي بدء القذف اضطر علي كغيره من الناس الي التهجير وترك بيوتهم انضم عامر الي الجيش الحر جاء قبلها بيوم الي فاتن وقال لها من غدا سأنضم للجيش الحر لتحرير سوريا يا حبيبتي سأفعل الان شئ تأكدي انه يميتني ولكن ما باليد حيله خلع عامر دبلته واعطاها لفاتن في يدها قال لها سأحبك طوال عمري ولكن لا استطيع ربطك الي جواري .
لا اعلم ماذا تحمل لنا الايام بكت فاتن غير مصدقه صدمتها كبيره خرج عامر مسرعا وتركها وسط دموعها تحتضن دبلتها دخلت اليها امها فقهمت ما حدث بكت هي الاخري جاء ابيها وهدءها وقال لها قال لي عامر انه سيفعل ذلك ومهما تالمتي الان هذا هو العمل الصحيح هو وضع روحه فداء لبلده ونحن سنهجر من هنا والله وحده يعلم متي اللقاء وهو لا يريد ان تحسبي عليه حتي لا ينتقم منك الشبيحة فقد سمعتي عن حوادث اغتصاب بنات وزوجات المقاتلين سواء كانت اشاعات او حقائق هو اراد الحفاظ عليكي .
احتضن علي ابنته حتي نامت بين يديه وخرج يعد مع زوجته حاجتهم لكي يلجؤوا الي الاردن .
وبالفعل هربوا الي الاردن وسط القذف مع عائلات اخري يلمون شتاتهم والجروح تدمي بالقلب فقد تركوا بيوتهم والاحبة والله وحده يعلم متي الرجوع ان كان هناك رجوعا وصلوا للحدود استقبلهم الاردنين بالرحمة قبل الترحاب واسكنوهم بالمخيمات محرد خيم وهم في اقصي ايام الشتاء ولكن هذا هو الموجود وزعوا عليهم الطعام والاغطية مثلهم مثل الالاف النازحين ضم علي ابنائه وقال لهم اليوم ليس مثل امس والقادم قد يكون صعبا فتماسكوا ان نصر الله قريب .
ومضت الايام ثقيلة فالهواء نفسة ثقيل لا يستطيعون التنفس يطبق علي قلوبهم الالم وفاتن ماتزال ترتدي دبلتها وعندما ياتي نازحون جدد تجري قد يكون عامر احدهم وان يكون قرر اللحاق بها ولكن بلا فائدة تسمع الاخبار تقطع في قلبها اخبار القتلي والقذف اصبح بيتهم عدم وكلما تمر الايام يبعد حلم الرجوع الي بيتهم والي حب حياتها ,
مر عام كامل منذ قامت الثورة ومنذ تركوا بيتهم ويوم بعد يوم الاحوال تسؤء والنازحون يتكاثرون والمرض يهاجم تلك الاجساد المتعبة الهزيلة ومرض والد فاتن ولايوجد الا الصليب الاحمر يفعل ما يستطيع ولكن الرعاية الجيدة حلم بعيد المنال وهم فقراء لا يسطيعون استجار منزل مثل غيرهم او السفر الي مصر مثلما فعل الاثرياء من السوريون حيث الامان والرعاية الصحية .
وجاء اليوم المشئوم حيث هبطت سيده لا يعلمون من اين وقالت انها خاطبه وتريد تزويج فتيات برجال يحافظون عليهم ورأت فاتن تمشي مع امها وقالت لها انها من الممكن ان تزوجها لرجل ثري ينتشلهم من هذا المخيم ويوفر لها الحياه الكريمة رفضت امها بشده وكذلك ابوها وفاتن .
وبعد شهر هاجم المرض ابوها ولكن هذه المرة بشراسه غير المرة الاولي ووقفت فاتن عاجزه امام مرض والدها والالامة المبرحة ماذا تفعل هو ظهرها بهذه الدنيا ولا تحتمل فراقة هو الاخر .
ظهرت تلك السيدة مره اخري ولكن هذه المرة وافقت فاتن .
وقالت لها انا موافقه حددي موعد قالت امها مستحيل ورفض ابوها ايضا قالت فاتن سوف نبقي دائما علي اتصال وقلوبنا مرتبطة ببعضنا .
ولكن يجب ان تسكنوا في بيت وان تذهب للمشفي قال ابوها لن ابيعك مقابل علبه دواء وجدران قالت ليس بيعا هو زواج علي سنه الله ورسوله قالت امها يا ابنتي وعامر قالت عامر فعل الصواب وانا سأفعل الثواب ايضا.
مر يومان وجاء العريس شيخ عربي تعدي الستون عاما نظر ابيها للرجل ونظر لفاتن فقالت موافقه قال الرجل وانا ايضا انتي جميله ما شاء الله علي البركة سنعقد العقد اليوم قالت فاتن بهذه السرعة قال لها وما المانع يا حلوة قالت له اريد ان استعد للزواج والزفاف قال لها سامحك الله ارجل في عمري يقيم زفافا سنكتب العقد وتذهبين معي الي بيتي وهناك سأعوضك حفل الزفاف .
قالت امها ماذا يا ابنتي قالت موافقه دفع الرجل المهر وكتبوا العقد وعرفت اسمة من ورقه العقد اسمه محمد اتنادية محمد او ياشيخ محمد لا تعلم كتبوا العقد سريعا وقال لها انتظرك بالسيارة لا تطيلي الغياب .
سلمت علي ابيها وامها واخوتها الصغار وسط بكاء الجميع وخرجت راكضه وقالت لامها يجب ان تستاجروا بيتا وتدخلي ابي الي المستشفي وجرت الي السيارة ودموعها منهمرة علي خدها وقفت دقيقة مترددة ان تركب السيارة قال لها الشيخ محمد هي لقد تأخرنا امامنا سفر يا حلوة .
دخلت الي السيارة اسندت رأسها الي المقعد ومر امامها شريط حياتها ان اليوم زفافها بدون حتي ذلك الفستان الابيض التي حلمت عمرها كله بأرتداءه .
سارت السيارة من طريق لاخر لم تتبادل مع الرجل سوي بضع كلمات وفجاءة توقفت السيارة امام منزل فارهه وخلت اليه ولكنها شعرت بأنقباض قلبها كأنها تدخل القبر رفضت قداماها التحرك لدخول المنزل
جرها الشيخ محمد الي داخل المنزل جرا قال لها ادخلي الي بيتك يا حلوة هي لا تشعر انه بيتها وانما تشعر انه قبرها تنهمر دموعها والرجل يأخذ بيديها لاعلي كما تساق الابل للذبح لا تطاوعها قدماها ولكن ما باليد حيلة صعدت الي غرفة النوم انها كبيره ولكنها تشعر بجدرانها تتطبق علي صدرها .
ذبحت كما تذبح الشاه بلا رحمة .
اخذت تبكي ولكن لا يسمعها احد مرت بها الايام وهي تموت كل يوم تكره المساء كلما اقترب يقترب مثل موعد الجلد والجلاد لا يرحم القلق يقتلها علي ابيها وامها واخواتها ماذا فعلوا كيف هم الان الف سؤال يعتصر قلبها وكل يوم تري الاخبار تري الدمار في سوريا الحبيبة اين الاشجار اين الطرقات كل شئ تدمر تدعوا الله ان يكون عامر بخير .
هزل جسدها اصبحت كالشبح من اصفرار وجهها فتحت التلفاز كعادتها كل يوم علي الاخبار ولكن اليوم مختلف رأت عامر اخيرا ولكن واسفاه وجدت محمولا علي خشبه الموت شهيد يزف الي الجنة صرخت اه حبيبي سقط كأس الماء من يدها امسكت بقلبها قالت اليوم قد فارق ساكنك الحياة قد فارق الدنيا اه يا قلبي انه موعد الرحيل .
ماتت وهي تقول اليك ياسوريا اهداك عمره واليك اهديك حبي  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق