الخميس، 7 مارس 2013



         البئر
دخل محمد الي المنزل مسرعا نادي علي زوجته حبيبتي سمر أين انتي                                
قالت له انافي المطبخ دخل اليها مسرعا وقال لها هنئيني يا عمري قالت له مبروك يا حبيبي ولكن لماذا قال لها لقد رقيت الي منصب مدير مشروع قالت له مبروك انت تستحق الافضل سألها اين الأطفال قالت له في غرفتهم ذهب اليهم ودخل غرفتهم وقال لهم اليوم جميع احلامكم اوامر ماذا تريدون فقد رزقهم الله تؤم جميل احمد وعلي وبنت رائعة الجمال اسماها جومانا وكان التوأم في السابعة من العمر وجومانا عندها عامان فقال له التؤم نريد الذهاب الي الملاهي
قال لهم علم وينفذ اعدت سمر الغداء وتناولوا طعامهم وهم يتكلمون قال لها محمد سننتقل الي كفر الشيخ حتي ينتهي المشروع قالت سمر وقد تفاجأت ننتقل كيف ذلك قال لها انه حلم عمري وهو مشروع واحد وبعد ان ينتهي سأرجع الي القاهرة علي نفس الدرجة الوظيفية ونفس الراتب.
قالت له وما هو ذلك المشروع قال لها انشاء محطة مياه شرب .
قال له ولكن ذلك المشروع سيستغرق عامان علي الاقل امسك بيدها وقال لها سيمران سريعا انتي تعلمين انني استحق هذه الترقية من سنوات ولكن كان دائما التحجج بعدم وجود مكان شاغر ,
انا اعلم ان الانتقال صعب عليكم ولكن اما ذلك او التنازل عن الترقية قالت له الا يوجد حل وسط قال لها للآسف لا وأنتي تعرفين اني لا اجيد سلق بيضه ولن استطيع العيش وحيدا هناك قالت ومدرسة الاولاد قال لها مازالوا صغارا لم يكونوا صداقات ومن الممكن انتقالهم وهناك مستوي التعليم متساوي بالنسبة لهذه المرحلة قالت له اذن علي بركه الله هل هناك سكن قال لها نعم بيت جميل طابقين وله حديقة صغيرة جميله وبالقرب من المشروع قالت له اذن فلنتوكل علي الله .
مرت الأيام وسمر تجهز مستلزمات السفر وملابسهم وكل شئ وعندما جاء يوم السفر انزل محمد الحقائب الي السيارة وبدء الطريق الي مكان لا يعرفونه ولكن سمر كانت مؤمنه بمساندة زوجها فهو حب حياتها ووالد اطفالها الثلاثة.
وصلت السيارة ليلا الي البيت الجديد نزل محمد ونادي علي عوض حضر عوض مسرعا انزل الحقائب من السيارة وتبعوه جميعا حتي باب المنزل فتح عوض باب المنزل ودخلوا اليه الواحد تلو الاخر القت سمر نظره علي المنزل هو منزل ذو اثاث قديم يشبه المنازل بالأفلام العربي القديمة مثل دوار العمدة مع لمسة حداثة يوجد به تلفاز ومكيف صعد عوض للدور الثاني وتبعوه مكون من ثلاث غرف للنوم قال محمد قاطعا الصمت ما رائيك يا حبيبتي قالت له جميل جري الاطفال في ارجاء المنزل ليستكشفوه بطريقتهم الخاصة فرحين قال لهم سمر كفاية يا اولاد بلاش ازعاج قال لها محمد اتركيهم علي راحتهم .
قال عوض مقاطعا حديثهم انا جهزت لكم عشاء خفيف ومن غدا ان شاء الله ستأتي زوجتي لمساعدتكم في شراء المستلزمات وما ينقصك من سوق البلدة .
شكره مهندس محمد وقال له أشكر لنا زوجتك وربنا يديم المعروف ان شاء الله
تناولوا العشاء وأخرجت سمر بعض الملابس لها ولأولادها حتى الصباح ومر الليل سريعا وسطعت الشمس سريعا واستيقظ الجميع علي صوت حرس الباب نزل محمد ليفتح الباب ووجد سيدة قالت له انا زوجه عوض رحب بها وجاءت سمر مرحبة بها وقالت لها انا ام سيد قالت لها سمر اهلا وسهلا قالت ام سيد لقد احضرت لكم الافطار معي قالت لها سمر هذا كثير قالت لها ام سيد انتم بيننا الان لستم ضيوف ولكنكم بأعيننا شكرتها سمر ودخلت معها الي المطبخ وحضرا الافطار وتناولوا الافطار سريعا وخرج محمد لمعاينه الموقع وخرجت سمر مع ام سيد لشراء المستلزمات من السوق وللتعرف علي البلدة ومر الوقت سريعا ورجعوا الي البيت وعند عودة محمد سألها ما رائيك بالمكان قالت له سمر هادئ والناس هنا طيبون جدا ويطلقون علي المصراوية ضحك محمد وقال لها هذا جميل والاطفال ما اخبارهم قالت له فرحين بالمنزل فهو اضعاف مساحه شقتنا بالقاهرة وله حديقة قال لها الحمد لله ان الجميع سعداء من غدا سيبدأ العمل بالمحطة صعدا سويا للطابق العلوي وخرجا الي البلكونة واشار لها محمد علي مكان عمله فهو يبعد عشرات الامتار فقط عن المنزل قال لها سأراكم وستروني في العمل ضحكت سمر وقالت الحمد لله كل شئ هنا قريب مننا وهذا لا يتوفر بالقاهرة وهذه شهادة حق هنا لا يوجد عذاب المواصلات.
مرت الايام محمد بعملة يعد رسومات وسمر بين المنزل ومدرسة الاطفال والحياة جميلة وهادئة وشعروا كأنهم في بيتهم وجاء محمد في يوم من عملة وقال لسمر من غدا سنبدأ الحفر بدء العمل الشاق للأسف قالت له انت كفيل بالمسئولية فأنت مهندس عظيم استدعي اطفاله ليلعب معهم قائلا من غدا سآتي تعبان ولن استطيع الجلوس معكم كما يجب فقال له التؤام اذن نحن نريد دراجات حتي نركبها بالحديقة قال لهم سمعا وطاعة وقال لابنته جومانا وأنتي ماذا تريدين يا صغيره الا تريدين شئ قالت له سيكولاتة ضحك وقال الحمد لله طلباتك صغيره وكذلك أوامر يا حبيتي مرت الليلة في ضحك ولعب ونام الجميع وصباح اليوم التالي خرج محمد لعمله ومر اليوم مثل باقي الايام وكذلك اليومين التاليين لعمليه الحفر مستمرة وفي اليوم الثالث للحفر رجع محمد محتارا سالته سمر ما الامر قال لها انه موقع المحطة قالت ما به قال ان الموقع يقع فوق موقع بئر قديم كان يستخدم لاستخراج الماء ايام الانجليز قالت له سمر مستغربه الانجليز قال لها نعم فهذه البلدة كان يحتلها الانجليز قديما قالت لماذا لأنها تقع بالقرب من البحر الابيض المتوسط وكانوا هنا يؤمنون الشواطئ ويستقبلون السفن القادمة من بلادهم قالت له ولكن هل كانوا بالكثيرين قال نعم كان هنا قديما قطار يسمي قطار الدلتا يمدهم بالإمدادات والطعام قالت له هذه المرة الاولي التي اعلم ذلك ان الانجليز كانوا في كفر الشيخ قالت له ولماذا انت مستغرب قال عندما باشرنا بالحفر كنت اعلم بوجود البئر وعملت التصميمات لتناسب ذلك ولكن اين المشكلة قال ان البئر قديم جدا ولم اكن اعلم انه سيكون مشكلة في الحفر ولكني فوجئت انه صلب جدا كأنه فولاذ الحفارات كسرت وهي تحاول هدمة لا اعلم لماذا قالت له ايام زمان كانوا يعملوا الحاجه بضمير قال لها ليس لهذه الدرجة قالت له نام يا حبيبي غدا ستجد الحل فأنت عبقري وستحلها.
مرت الليلة وفي صباح اليوم الثاني وكان يوم جمعه فقال محمد سنحفر اليوم لأننا متأخرون في جدول اعمالنا قالت له بالتوفيق يا حبيبي .
خرج محمد واخذ الاطفال بالعب في الحديقة وبعد بعض الوقت سمعت سمر احمد وعلي يتكلمون مع احد خرجت سمر لتري من القادم ربما يكون احد يسال علي زوجها ولكنها وجدت الطفلين يتكلمون كأنهم يكلمون احد ولكن لا يوجد احد علي الباب فقالت انهم يلعبون ودخلت ولكنها وجدت جومانا فوق الكرسي فقالت لها كيف صعدتي علي الكرسي يا قرده انزلي وانزلتها ودخلت الي المطبخ .
وجاء احمد وعلي مسرعين ماما في ناس بتسال علي بابا الخارج خرجت سمر مسرعة لتقابلهم فوجدت جومانا علي الكرسي مرة اخري قالت لها كيف صعدتي بهذه السرعة انزلتها وخرجت لم تجد احد قالت لهم اين هم قالوا لها عند الباب يا امي الا ترينهم قالت لا اين قالوا لها امامك خرجت سمر فلم تجد احد قالت لهم انا مش فاضيه كفاية لعب يا تلعبوا بدون ازعاج وهي في طريقها راجعه وجدت جومانا فوق الكرسي ثانيه قالت لها ما بك اليوم تعالي معي انتي كمان ودخلت للمطبخ جاء محمد لكي يتوضأ لصلاه الجمعة وحكوا له الاطفال عما حدث سأل سمر من جاء قالت لهم ثانيه الا تملون خرجت لم اجد احد ان خيالهم واسع وهذه الصغيرة كأنها اليوم قرد تتسلق الكراسي بسرعة فائقة ضحك وقال لها لقد كبرت .
خرج محمد والاولاد لصلاة الجمعة وظلت سمر بالمنزل تحضر الغداء وتركت جومانا بالصالة تلعب وعندما خرجت وجدتها تضحك كأن احد يلاعبها فقالت لها ماشاء الله حبيبتي لما تكوني ضاحكه كان العالم يضحك رجع محمد من الصلاة ومعه الاولاد وبدؤوا يتناولون الغداء ولكن قاطعهم الباب انه عوض قائلا يا بشمهندس فقال له محمد ماذا حدث قال له البئر يفيض بالماء خرج محمد مسرعا وسمر حزينة حتي يوم الجمعة لن تأكل معنا قال لها محمد سأعود سريعا مضت عدة ساعات وعاد محمد كانت سمر تنظر من البلكونة لتجد الماء قد وصل حتي المنزل ودخل حتي الحديقة وكانت قلقة دخل محمد اليها وقال لها شفتي يا حبيبتي الماء كأنه طوفان والاكثر من ذلك ان البئر صلب كأنه فولاذ .
دخلوا الي غرفتهم فوجدوا اولادهم قادمين بابا الناس اللي سألوا عليك الصبح قاعدين تحت في الصالون ويقولون نريدك ضروري نزل محمد مسرعا ومعه اولاده فلم يجد احد بالصالون فقال لهم اين هم اشار احمد وعلي لهم عند الباب فنظر محمد وقد نزلت سمر الي المكان فوجدت شابين يلبسان ملابس قديمة قدم الازل ويبدوا عليهم الشحوب والتعب ارتعبت سمر وحملت طفلتها وضمت اولادها اليها ووقفت خلف زوجها والرعب والذهول يملا قلوبهم من هؤلاء ولماذا يلبسون هذه الملابس المئات من الاسئلة الحائرة .
تقدم محمد منهم بخطوات ثقيلة وسألهم من انتم وماذا تريدون مني قال له احدهم لا تخافوا مننا نحن لا نريد اذي لكم قال له محمد اذن ماذا تريدون ومن انتم قال له الرجل انا اسمي محمود وهذا عبد السلام قال محمد اهلا بكم قال له محمود يجب ان تجلس حتي نحكي لك حكايتنا جلس محمد وجلست سمر وفي حضنها الاولاد فهي مازالت خائفة جدا .
بدء الرجل كلامة قال نحن مجموعة من الفلاحين كنا نعيش هنا في البلد كنا بنزرع الارض وما بنعرفش غير الارض والسماء لحد ما كان اليوم المشئوم جاء العمال للبلد يعملوا سكة القطر سكتنا ويوم بعد يوم جاء الوباء جاء الانجليز للبلد بنوا بيوت وكان معهم سلاح واحصنة وحاجات عمرنا ماشفناها قاطعهم محمد انجليز وقطار الكلام ده من اكتر من سبعين سنة وانتم شباب علي الكلام ده قالوا احنا شباب لاننا متنا شباب .
نزلت الكلمة كالصاعقة علي سمر وزوجها صرخت متوا ازاي ووقفت انتوا ايه عفاريت اشار محمود لها ان تهدئ جرت في اتجاه الباب اشار عبد السلام للابواب فأغلقت وكذلك النوافذ اصبح البيت كالقلعة الحصينة لايدخلة الا الهواء ساد الرعب المكان حاول محمد الخروج ولكن بلا فائدة صرخ الاطفال من صراخ امهم ومحاولة ابيهم الخروج قال لهم محمود اهدؤا لا يوجد سبب للرعب واخذ يتنقل كأنه يطير بالمكان احتضن محمد اولاده وزوجته وقال لهم اهدؤا اذن ماذا تريد يا محمود الان قال له هذا هو كلام العقل اهدؤا لنكمل كلامنا جلس محمد وعائلتة علي الكنبة وجلس محمود واكمل كلامة قال كنا فلاحين ولكننا تحولنا لعبيد بعد ذلك ومن يعترض يقتل رضينا كما رضي غيرنا وعملنا عند الانجليز بدون كلمة واحدة وفي يوم طلبوا منا حفر البئر .
لم نكن نعرف الابار كنا نشرب من الترعة والزير وجاء مهندس بتاعهم وحفرنا البئر وبنينا السور وشفنا المياه الحلوة تخرج من بين ايدينا وتحت رجلينا وشغلوا البير وكانت مياه كتير في يوم بعد صلاة العشاء اجتمعنا في المسجد وقررنا نطلب منهم بس السماح لينا بأخذ حصة من المياه الحلوة دي وفعلا رحنا احنا العشرة ووقفنا هنا وطلبنا منهم طلبنا وكان جزاءنا الرمي بالنار سالت دمائنا مع مياه البئر ودفنونا في حفرة بدون غسل ولا صلاة الكفرة رفضوا يسلمونا لاهالنينا حتي يدفنونا هما.
قال لهم محمد وما المطلوب مني قاله عبد السلام انت حفرت جنب مقبرتنا وعاوز تهد البئر احنا معندناش مانع بس بشرط .
قالت سمر ما هو قال تدونا لاهالينا كل واحد فينا يندفن مع اهله ونتغسل ويتصلي علينا في المسجد .
قال محمد بس ده صعب قال الاثنين بدون ذلك لن يهدم البئر فكر وحاول وياريت تصلوا علينا مع صلاة الجمعة قال لهم محمد لا احتاج لتفكير سأفعل مابوسعي ولكن لي شرط ان تفتحوا الابواب ولا تزعجوا اولادي ثانيه قالوا له اتفقنا.
فتحت الابواب وخرج محمود وعبد السلام وفتحت النوافذ قالت سمر ايه الكابوس ده مستحيل تكون حقيقه قولي ان ده كابوس وبكت طمأنها محمد وقال لها انهم مساكين وقد ارسلنا الله لمساعدتهم قالت له كيف ستساعدهم قال سأفعل المستحيل هيا كي ننام اليوم  كان شاق نظر محمد من البلكونة وهو يغلقها وجد الماء قد غادر الحديقة خلد الي النوم وفي صباح اليوم الالي خرج مسرعا يبحث عن اكبر الناس عمرا بالبلد ولكن كان يشغل بالة فكره ماذا سيقول لهم ان عفريت ظهر له سيقولون عليه مجنون لامحالة فكر ثم اهتدي لفكرة ان يسأل لانه سمع ان فيه مقبرة وعاوز يتأكد قبل الحفر قابل عوض قال له هل سمعت ان هناك مقبرة الي جانب البئر استعجب عوض وقال له ايه الكلام ده يافندم انت بتتكلم كلام حواديت بتاعت جدتي هي من كانت تقول ان هذا البئر ملعون وتمنعنا من العب هناك وانا طفل قال له امازالت جدتك علي قيد الحياة قال لا الله يرحمها بس اختها لسه عايشه قالها خذني اليها ذهبوا سويا الي احد البيوت القديمة في قرية مجاورة دخل عوض ثم تبعة محمد وجلس امام المرأة انها كبيرة في السن جدا وجهها يحمل علامات السنين سألها محمد يا أمي اريد ان اسالك سؤال قالت له ماذا تريد ومن انت قال لها عوض ياجدتي هذا هو المهندس الذي اعمل معه في محطة المياه جنب البئر القديم ما ان سمعت المرأة اسم البئر حتي انتفضت البئر الملعون .
قال لها محمد لماذا هو ملعون قالت لهم ابتعدوا عنه اتركوه لا تقتربوا منه فكل من يقترب منه يلعن بلعنه من راحوا قال لها محمد اهدئي واحكي لي من هم الذين راحوا قالت له اغلي الناس زهرة البلد عشرة رجاله زي الفل ماتوا عشان نقطة مياه حلوه من البئر ده بس ربنا انتقم لهم الكلاب اتسمموا من المياه اللي حرموها علينا ومن يومها والبئر ملعونه ولا يجرأ اعتي الرجال الاقتراب منها في عز الظهيرة قالها طب تعرفي حد من هؤلاء العشرة قالت اعرفهم كلهم كنت ايامها عندي 10سنين بس عارفاهم قالها مين اهلهم قالت لهم ياااااه يا ابني مات مين مات ورحل من رحل والباقي هتلاقي احفادهم في البلد سالته انت بتدور ليه علي الناس دي يا ابني ليه بتفتح جرح القلب من تاني قالها سمعت ان فيه مقبرة ولازم ننقلها دي اقل رد اعتبار ليهم ندفنهم مع اهاليهم فكرت وبصت في عيونه وقالت له انت صادق وانا هساعدك اخرج ورقه وقلم وكتب منها الاسماء وقال لعوض هل تعرف هؤلاء او ابنائهم قال له عوض ايوه يابشمهندس عارفهم ,مضي اليوم بالكامل ومحمد يتنقل من دار لاخري يحكي الموضوع تارة يقابل بالاستهزاء وتاره يقابل بالترحيب حتي انقضي اليوم رجع الي بيته ليجد زوجته تحتضن ابناءهم وتنام علي الكرسي قال لها لماذا انتي هنا قالت له انا مرعوبة ومستحيل احس الامان هنا قال لها لاداعي لذلك فقد اوشكت مهمتي علي الانتهاء ودخلوا جميعا غرفتهم وناموا بها حتي الصباح خرج محمد الي باقي الاهالي حتي اقنع الجميع لم يبقي الا الاوراق الرسمية وتحديد مكان المقبرة بالضبط رجع ليلا ووقف بالحديقة ونادي محمود عبد السلام انا اعرف انكم هنا احتاج للحديث معكم ظهروا له سريعا فقال لهم لم يتبقي الا تحديد المكان بالضبط خرجوا وخرج ورائهم ووضع العلامات وشكروه قال لهم لا شكر علي واجب هذا حقكم وما انا الا سبب.
خرج ومعه الاهالي الي مكتب الصحة وانتداب خبير ومن مكتب لاخر وتمر الايام حتي استطاع استكمال الاوراق وجاء اليوم الموعود انه الجمعة كما وعدهم وتجمعت البلد بأكملها وتم استخراجهم والصلاة عليهم في مشهد مهيب ومشت الجنازة وجابت شوارع البلدة حتي المقابر ودفن كل واحد منهم  بجانب اهلة والكل غير مصدق ان هذا هو سر البئر الملعون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق